التباعد الاجتماعي كلمة السر فى التعافي والخروج من أزمة تفشى وباء كورونا والبعد عن السيناريوهات الغامضة التي ضربت أوروبا ما تسبب فى زيادة غير طبيعية فى الإصابات والوفيات لتصاب الحياة بالشلل التام فما حدث في إيطاليا وأسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية أكد أن عدم الالتزام كان آخره الندم.
فلا تزال فى مصر أعداد الإصابات والوفيات منخفضة مقارنتا بدول شرق المتوسط وكذلك أوروبا فحتى الآن سجلت وزارة الصحة والسكان مع نهاية الأسبوع التاسع للأزمة 2844 حالة و 205 وفاة بنسبة 7.2 % وخروج 646 حالة بنسبة 22.7% من المستشفيات بعد تعافيهم تماما من المرض بينما كان عدد الحالات التي تحولت نتائج عيناتها من إيجابي إلي سلبي 891 حالة بنسبة.
فالمؤشرات الرقمية والاستدلالات الحسابية دللت علي تأثير التباعد الاجتماعي فى انخفاض الإصابات والوفيات بشكل كبير خاصة فى ظل انحسار المرض بعد تتبع معدلات الإصابات منذ بداية الأسبوع الأول للجائحة وحتى نهاية الأسبوع التاسع الذى انقضى من 48 ساعة فتطبيق قرار الحظر فى 19 مارس وما استتبعه من إجراءات كان له تأثيره الكبير علي نزول منحنيات التفشي للوباء.
الدكتور أحمد محمد الجندى الأستاذ بكلية الطب جامعة الإسكندرية قال إن أسواء أسبوعين حدث فيهم ارتفاع للإصابات كان الأسبوعين الرابع والخامس حيث سجلنا 77 حالة إصابة جديدة فى الأسبوع الرابع و 176 فى الأسبوع الخامس ليصبح معدل الزيادة بين الأسبوع الرابع والخامس 128% بينما سجلنا فى الأسبوع السابع 370 حالة جديدة وفى الأسبوع الثامن 834 حالة بزيادة قدرها 125% ومع اتخاذ قرار الحظر والتباعد الاجتماعي كانت الزيادة في الإصابات بين الأسبوع الثامن والتاسع الذى سجلنا فيه 974 حالة 16% فقط ما يعني أن هناك انخفاض فى الإصابات الجديدة مع الالتزام بالتباعد وعدم الاختلاط.
وتابع الجندى : الأسبوع السادس فى الجائحة هو الأسوء فى الوفيات حيث زاد معدل الوفيات بين الأسبوع الخامس والسادس بنسبة 240% وانخفض بين الأسبوع السادس والسابع ليصل إلي 100% وكانت الزيادة بين الأسبوع السابع والثامن 76% وبين الثامن والتاسع 30% ما يشير أيضا إلى انخفاض عدد الوفيات وهو أحد المؤشرات التي تؤكد خروجنا من الأزمة بأقل خسائر فى الإصابات والوفيات.
أما مؤشرات التعافي التام وخروج المصابين من مستشفيات العزل فتؤكد المؤشرات تقدمها بحسب قول الجندي فنسبة الزيادة فى التعافي بين الأسبوع السادس والسابع بلغت 34% وبين السابع والثامن 48% وبين الثامن والتاسع 113% وبالنظر إلي معدلات الزيادة بالأمس فى الإصابات فنجد أن الحالات الجديدة بلغت 171 في حين بلغ عدد المتعافين الذين خرجوا من المستشفيات 110 وهو ما يعني دخول فقط 61 حالة للمستشفيات ما يحفظ الطاقة الطبية من القوي البشرية وكذلك المستشفيات وبذلك نبتعد عن سيناريوهات فشل النظام الصحي فى مواجهة الطلب علي الخدمة كما حدث فى إيطاليا علي سبيل المثال .
الشاهد فى الأرقام السابقة الذكر أن هناك تحسن كبير فى نسب التعافي بين المصابين وكذلك تراجع فى عدد الإصابات والوفيات الجديدة مقارنتا بالأسابيع الماضية فى ظل نجاح البرتوكولات العلاجية التي تطبقها وزارة الصحة والسكان والاستمرار فى تطبيق سياسات التباعد الاجتماعي التي تعتبر الرقم الأهم فى معادلة تحجيم التفشي الوبائي لفيروس كورونا فى المجتمع .