fbpx
أهم الأخبارمنوعات

هل أنت نسخة اخرى ؟

كيف يقوم المجتمع بصنع نسخ اخرى منك؟
من المعروف فى العلوم والدراسات البحثية ان لكل بشرى على وجه الارض ذكاء من نوع خاص يتميز به عن الاخرين، حيث يوجد ما يسمى بالذكاء العاطفى، والذكاء الحركى، والذكاء الاجتماعى والعديد من التصنيفات الاخرى التى قسمها العلماء.
ولا يمكن ابدا مقارنة شخص بأخر حتى و إن ظهر فى البادىء غريب الاطوار او غير مفهوم من المجتمع الذى حوله او يتصرف بطريقة تدل على عدم وجود ذكاء اجتماعى او لا يمكنه التحدث مع الاخرين.

تصنيف هوارد لأنواع الذكاء

ولكن من المتبع فى مجتمعاتنا دائما انه يقوم بالحكم على الاشخاص من عدة اشياء معينة، مثل طريقة حديثة او تعامله مع الاخرين، و مظهره العام امام الناس وطريقة ارتداءه للملابس.
ويظهر ذلك بشده خاصة فى الأونه الاولى من حياة الانسان حيث يذهب الطفل إلى المدرسة وهو اول مكان اجتماعى يرى فيه الطفل أناس مثله ولكن لا يعرفهم فهو يعرف والدية فقط، فيتلقى دروسا فى مواضيع مختلفة تفرض عليه اسلوب تفكيرى معين لا يتسم مع ذكاءه الخاص وتقوم المناهج الدراسية بتأطير تفكيره وسلوكه إلى اتجاه واحد يرى المجتمع انه السلوك الأمثل لإتباعه.
ويأدى ذلك بطبيعة الحال، لتأطير دماغ الطفل وتحديد تفكيره فى نطاق معين لا يألف عليه دماغه، وعندما يفشل الطفل على اتباع هذا السلوك الموحد او يجد صعوبة فى التأقلم معه يصبح الطفل “غبى” او “فاشل” فى نظر المجتمع ويفقد ثقته بنفسه وحينها يظن انه مختلف عن باقى البشر او شخص غريب الاطوار او عنده نقص من نوع معين.

و أقرب مثال حى على ذلك، اللفظ الذى نسمعة كثيرا فى الوطن العربى وخاصة فى مصر ألا وهو “كليات القمة”، حيث يرى المجتمع أنه من الضرورى للشخص أن يلتحق بكليات الهندسة أو الطب ليثبت نجاحة أمام المجتمع و امام نفسه، فيصبح ذلك عبء كبير على الشخص الذى لا يتسم ذكاءه مع هذه الكليات العلمية، وحين يفشل الطالب فى إدراك ذلك تنقلب حياته رأسا على عقب ويصبح فى نظر المجتمع وامام نفسه شخص “فاشل” لا يمكنه ان يصبح نسخه اخرى من والده المهندس او الدكتور.
وعادة فى مجتمعاتنا ان نجد الشخص يسير على نفس خطى والدية فيوجد أسر كاملة بل عائلات كبيره كل من فيها “مهندسين او دكاتره”، وقد سمعنا كثيرا فى الأونه الاخيره عن بعض الطلاب الذين يقومون بالانتحار بعد فشلهم فى الالتحاق بكليات معينة، والبكاء والندب اثناء نتيجة إعلان درجات الثانوية العامة.
وفى الواقع عندما يسأل الطفل عن ماذا يريد ان يصبح فى المستقبل نجد إجابات مختلفة تماما عن مايعرف بـ “كليات القمة” حيث نجد بعض الاطفال الذين يريدون ان يصبحوا رساميين او فنانيين وبعضهم الاخر يريد الصعود على القمر والبعض الاخر دون ان يدرك نجده دائما مهتم بالزراعة وطريقة زراعة الفول الصويا وهو احد الدروس العملية فى المرحلة الابتدائية، ولكن عندما يطلق لفظ مزارع يدور في مخيلتنا دائما ان المزارع عباره عن فلاح بسيط غير متعلم وفى الغالب فقير، فى حين انه فى بعض الدول الاخرى يطلق لفظ “مهندس زراعة” خاصة ان من دون وجود المحاصيل الزراعية لا نستطيع العيش ولا اسبوعا واحدا.
وحين ننظر لدول اخرى، نجد ان المجتمعات فيها تحترم كل العقول فلا يوجد ما يسمى بـ “كليات القمة”، ويلقب عامل النظافة بلقب “مهندس النظافة” فى الصين ويكون راتبه احيانا اكثر من راتب الدكتور.
و كى تعيش مرتاح البال لا تحاول انت ايضا ان تكون نسخة من أحد اصنع عالمك الخاص، فكر جيدا و استرجع ذكريات الطفولة ماذا كنت تريد ان تصبح عندما كنت صغيرا؟ ماذا كان جوابك عند سؤال احدهما “لما تكبر هتشتغل ايه؟”
وحينها استطيع ان أجزم لك انك سوف تفعل ماتفعله ببراعة وسهوله ويسر وستحب ماتفعله دائما، العالم لا يريد المزيد من النسخ فقط كن نفسك !

زر الذهاب إلى الأعلى