fbpx
أهم الأخبارمنوعات

ليس كل من يسرق حرامى!

نعم كما قرأت عنوان المقال، فليس كل من يسرق حرامى،

دعنى اوضح لك ذلك ان لم تقتنع، عندما توجه التهمه للسارق فى المحكمة عن السرقة -مالم يعترف بها- فإنهم غالبا ما يقدمون تبريرات وتوضيحات عن سبب فعلتهم.
وعادة ماتؤدى تصريحات السارق إلى تعاطف إنسانى كبير من كل الحضور وحتى القضاه والذى بدوره يؤدى إلى تقليل الحكم الصادر من المحكمة، وغالبا ما تبدو تصريحاتهم معقولة جدا وواقعية حتى للمحللين النفسيين او للقضاه الجنائيين انفسهم.

ولكن فى الحقيقة تبدو بعض التفسيرات او التبريرات سخيفة إلى حد كبير، على سبيل المثال عند استجواب سارق عن سبب فعلته يقول بعضهم اشياء مثل: “الكل يفعل ذلك” او ” لن يتضرر من سُرق فهو غنى” او ” لم يكن لدى المال لشراء العلاج”، وهذه الأعذار الشفافة غالبا ماتكون اعذار وهمية للسارق ويكون صاحبها يمكن ان يطلق عليه لفظ “الحرامى”.
فالشخص الذى يسرق الاشياء التى يمتلكها بالفعل او التى يستطيع تحمل تكلفتها او لايريدها ويحتاجها، يعتبر شخص سارق بالتأكيد، ويعتبرها بعض المحللون النفسييون بالإضطراب النفسى.
ولكن قد يلجأ البعض فى حالات معينه إلى الإضطرار للسرقة لكى لا يموت من الجوع على سبيل المثال، او لتوفير مال لشراء علاج امتناعة قد يؤدى إلى موت احدهم، وفى تلك الحالة يصبح الامر إما السرقة او الموت، وتحدث السرقة فى تلك الحالة تحت ضغط نفسى رهيب لا يتحمله اى انسان وذلك بسبب الظروف القهرية التى جعلت من ذلك الشخص ان يأخذ شىء لا يمتلكة – لن اقول ليس من حقه –
ويكون العبء والعيب فى ذلك الوقت على المجتمع الذى لم يوفر له اكثر متطلبات الحياه ضروره للبقاء على قيد الحياه مثل الطعام او الامان او المسكن او الملبس، وغالبا مانجد هذا يحدث فى المجتمعات الفاسدة التى تتركز مواردها فى أيدى ما يقارب 2% من مواطنيها.

ولا يمكنك ان تقول على الشخص الذى يسرق من أجل العيش والضرورة القسوى “حرامى” فأى شخص مكانة كان سيفعل مثله أو يموت.
ولكن ليس من حق الانسان ان يقوم بالحكم على احدهما سواء بالقول انه سرق لإنه سوف يموت او لا، فهذا الأمر خاصة قد يقوم السارق بخداعك فيه، فأحيانا يسرق السارق ويكذب بقوله انه على حافة الموت إن لم يسرق ولا يمكنك معرفة حقيقة الأمر فهو فى ذلك الوقت امام نفسه لا يكذب إطلاقا، فشعوره بتأنيب ضميره وفقدانه لحريته يجعل منه كاذبا محترفا جدا حتى انه يكذب على نفسه!.
ويبقى ذلك الأمر اخيرا مرهون بالعدالة الإجتماعية التى يقدمها المجتمع الذى يعيش فيه الإنسان، وطريقة تقسيم الموارد والثراوات التى وهبها الله لنا حتى نستطيع العيش فى الأرض.
فإبتعد دائما على ترديد مايقوله الاخرين عن حادثة سرقة معينه، فليس من الضرورى ان يكون السارق حرامى!، وايضا ليس من الضرورى ان يكون السارق برىء، فالأمر كله فى حكم شخصين وهما :- قاضى الأرض وقاضى السماء.

زر الذهاب إلى الأعلى