في الآونة الأخيرة انتشرت مخاوف كثيرة حول إمكانية إصابة شخص بفيروس كورونا كان مصابًا من قبل، ولكن مع حالة “حنان لطفي”، الصيدلانية بمدينة المنصورة، تعجب الكثيرين حيث إنها أصيبت مؤخرًا بالفيروس للمرة الثالثة في 8 شهور فقط.
وتقول حنان لطفي (35 عاما)، في تصريحات خاصة لـ”أخبار مصر”، من داخل مستشفى صدر المنصورة قسم العزل الإيجابي، إنها كانت من ضمن المتطوعين بالمجتمع المدني الذين كانوا يجهزون مستشفيات العزل، وكانت تحتك بالمصابين وهي ترتدي الكمامة الطبية، وكانت أول مرة أصيب فيها في شهر إبريل الماضي وقت ظهور الإصابات.
تصف “حنان” أعراض المرة الأولى التي أصيبت فيها قائلة: “كانت كحة قاتلة وارتفاع في درجة الحرارة، والدنيا كانت صعبة جدا”، موضحة أنها ذهبت إلى مستشفى الصدر وأجرت مجموعة من التحاليل، وعزلت نفسها في المنزل لمدة 14 يومًا، وحصلت على برتوكول العلاج، وأنها تعافت بشكل كامل بعد مرور 14 يومًا، متابعة: “المرة الأولانية مكنش فيها خطورة ومتحجزتش في المستشفى”.
وتحكي “حنان” بداية الإصابة في المرة الثانية في بداية شهر سبتمبر الماضي عندما كانت شقيقتها الحامل قادمة من السعودية وكانت مناعتها ضعيفة وأصيبت، و”حنان” هي التي كانت مضطرة أن تعطي لها الأدوية، وفقًا لحديثها، وأوضحت أنها أصيبت هي ووالدهم بكورونا في هذه المرة، قائلة: “بابا اتحجز في مستشفى الصدر بالمنصورة لمدة 22 يوم بسبب ان الاكسجين بتاعه واقع”.
وأشارت “الصيدلانية الثلاثينة” إلى أنها في المرة الثانية أجرت أشعة مقطعية بعد مرور 14 يومًا، وأثبتت انها مازالت مصابة وأضطرت للعزل مرة أخرى لمدة أسبوعين أخرين، وبعد 28 يوما من إصابتها عادت إلى العمل ولكن والدها كانت حالته شديدة وخرج من المستشفى منذ 22 يوما فقط، لأنه مريض قلب مفتوح ومازال يتم معالجته حتى الآن.
وأضافت “حنان” أن المرة كانت يوم 13 من الشهر الماضي، مضيفة: “كحة جامدة وألم في الصدر مش طبيعي، وتعاملت معاه انه دور لانه مش منطقي يجيلي 3 مرات”، وأكدت أن نسبة الاكسجين انخفضت في هذه المرة كثيرًا عن المعدل الطبيعي وبقى 82، “اتحطيت على الأكسجين لحد ما لاقولي سرير، واتعاملي مسحة وثبت انها ايجابي ونزلت قسم العزل الايجابي وفضلت على الاكسجين لمدة اسبوع”، وأضافت أنها تعالج حاليا داخل المستشفى من الالتهاب الرئوي المزدوج، ومحجوزة حاليًا وتتلقى العلاج داخل المستشفى منذ السبت قبل الماضي، وتنتظر أن تستقر الوضع الطبي حتى تكمل علاجها في المنزل.
وتنصح “حنان” جميع من أصابوا من قبل أن يتوخوا الحذر، ولا أحد يطمئن 100% أنه لن يُصاب مرة أخرى، وأن يحافظ الجميع على ارتداء الكمامة الطبية والتباعد الجسدي، ولا أحد ينكر إصابته بالفيروس، قائلة بنبرة حزينة: “أنا شوفت الموت بعيني، أنا قعدت إسبوع كامل مش عارفة ادخل الحمام عشان مش عارفة اشيل انبوبة الأكسجين من عليا، ده أنا باخد كمية أدوية كبيرة جدا وبنستنى الجسم يستجيب”.
وأكدت أن الأطباء في المستشفى أوضحوا أنها ليست حالة نادرة، وأنه في الغالب أن السبب في ضعف جسدها هو استئصال الغدة الدرقية لديها بالكامل من قبل.
