fbpx
أخبار العالمأهم الأخبارسياسة

السياسة لن تحل مشاكلك

يعتقد الكثير منا ان ازماته ومشاكلة الشخصية تقع على عاتق اصحاب القرار او المتحكمون فى السياسات والحكومات ولكن يبقى هذا الإعتقاد الشائع خاطىء، فالسياسة لن تجعل منك غنيا او فقيرا مرتاحا او مرهقا، بل انت الوحيد المتحكم فى مصيرك لأن مايقع عليك يقع على غيرك، والله خلق الناس طبقات كما هو الحال فى علم الإجتماع.

والإنسان بطبيعة الحال يبحث عن المزيد فكلما حقق الإنسان شىء صعب المنال او كان يريده لن يشعر ابدا بالإكتفاء الذاتى او السعادة، فالدنيا ليست دار سعاده وإنما هى ابتلاء وإختبار لبنى أدم بسبب خطيئته.

ولا تظن ابدا ان من حققوا المال الوفير فى حياتهم بعد فقرهم هم سعداء الأن، فقد سمعنا كثيرا عن من قاموا بالإنتحار حتى بعد وصولهم لهدف فى حياتهم سواء كان تحقيق الذات او المال الوفير، فبدون الإيمان الشخصى بمتعلقات غير مادية ستصبح حياتك تعيسة مهما حققت من الماديات.

ولكل منا ازمات مختلفة عن بعضنا فتجد الفقير ينظر للغنى نظرة استجداء – او غيره – وهو لا يعرف انه لا يملك صحته، حتى من تظن انه لا يوجد به اى مشاكل إطلاقا سواء فى الصحة او المال فهو غالبا ما تصاحبة الامراض النفسية كالوحدة والإكتئاب و يميل عادة للإنتحار بسبب عدم وجود هدف معين او شىء يعيش من أجله.

ولكن فى ظاهر الأمر، تبقى المشاكل مستويات فلا نستطيع مقارنة بلاد يحدث فيها مجاعات او حروب أهلية ببلد اخرى احوالها مستقره نوعا ما، ولكن الإنسان يتأقلم بطبيعة الحال على البيئة التى ترعرع فيها، ولذلك سوف تشعر ان مشاكلك كبيره كـ مشاكل من هو أقل منك فى الطبقه الإجتماعية فمهما صغرت حجم مشاكلك مقارنة بمشاكل الأخرين ستشعر دائما ان مشاكلك مماثلة او أكبر.

ومثال على ذلك ان معظم حالات الانتحار تقع فى البلاد المستقره او التى يكون معظم سكانها من الطبقة المرتاحه او الغنية، فليست كل المشاكل معيشية او مادية ولكن يوجد المشاكل النفسية.

ولقد وضع الله سبحانة وتعالى لكل انسان فى الارض اختبار خاص به وهو وحده الذى يشعر بمدى صعوبته، فلا تقوم ابدا بمقارنة نفسك بغيرك فلكل انسان منا اختبارمعين بظروف خاصة تقاس حسب مدى تحمله له، فعندما تتغير حياتك فجأه الى طبقة اجتماعية او اقتصادية أقل من التى اعتدت عليها انتظر اسبوعا واحد فقط وسوف تتأقلم على تلك الظروف المعيشية الجديده.

فلا تعلق مشاكلك كلها على “شماعة” السياسة، فأنت مسؤول عن نفسك ولا احد غيرك يتحكم بمصيرك.

ولكن مافائدة السياسة إذا اذا كانت غير مسئولة عن التحكم فى مصيرى؟

بإختصار شديد، نجد دائما ان الاشخاص الوحيدون المستفيدين من السياسة هم اصحاب السياسة نفسهم والعاملين بها، فالسياسة تحتوى على أحزاب لكل منها هدف خاص يتمثل فى السيطرة على مقاليد الحكم لتحقيق أهداف شخصية او جماعية، سواء كانت الشعور بالقوة او لتحقيق “أجندات” معينه خاصه بهم.

والكثير منا يواصل حياته إفتراضا بأن اصحاب السياسة وقادة الدول لديهم كل شىء تحت السيطرة، او هم السبب فى مشاكلنا.

ماذا عنك؟ هل توافق ان السياسة لن تحل مشاكلنا؟ ام ان كل شىء فى حياتك يعتمد على اداء السياسيون وظائفهم بشكل جيد؟

زر الذهاب إلى الأعلى