هل ينقطع الإنترنت عن العالم نهائيا خلال الأسابيع المقبلة؟.. يوتيوب وأبل وديزني يخفضون جودة الفيديوهات خوفا من الضغط على الشبكات.. والملايين يعملون من المنزل ويشتكون من بطء الاتصال.. والأعطال تهدد الشبكات
يعاني العالم الآن من تزايد الضغط على شبكة الإنترنت في مختلف أرجاء الكرة الأرضية، وذلك نتيجة فرض العزلة الذاتية في عدة دول حول العالم، للحد من انتشار فيروس كورونا.
ولعل هذا الضغط يرجع للعديد من العوامل، بما في ذلك العمل من المنزل بعيدا عن شبكات الشركات أو لجوء الناس لقضاء وقتهم على الإنترنت، سواء من خلال ممارسة ألعاب الفيديوجيمز، أو من خلال مشاهدة محتويات الفيديو المختلفة، لكن في نفس الوقت هناك مخاوف من تأثير هذا الضغط الكبير على شبكة الإنترنت ومدى قدرتها على استيعابه، وهل قد نفاجأ فى النهاية بانقطاع الإنترنت عن العالم.
لماذا ارتفع استهلاك الإنترنت:
الفيدو جيمز فى المقدمة:
لعل من أبرز أسباب زيادة استهلاك الإنترنت في العالم هي ألعاب الفيديو بشكل كبير، فوفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، فإنه يتم حث لاعبي ألعاب الفيديو على اللعب في أوقات معقولة خلال اليوم، لتجنب الضغط على شبكات الإنترنت أثناء تفشي فيروس كورونا.
وقال ريك هندرسون، خبير ألعاب الفيديو المقيم في المملكة المتحدة، إن الأشخاص يلجأون للألعاب أثناء العزلة أمر لا مفر منه، كوسيلة للترفيه والتفاعل الاجتماعي، لكنه حث اللاعبين على أن يكونوا على دراية بالإنترنت أثناء ساعات العمل خاصة بالنهار.
وأضاف هندرسون: “في حين أن خدمات بث الفيديو، مثل نتفلكس ويوتيوب ملتزمة بخفض بصمتها الرقمية أثناء أزمة كورونا، ربما تكون الألعاب أكبر تهديد لعرض النطاق الترددي للإنترنت في الأشهر القليلة المقبلة”.
وقال هندرسون: “لقد شهدت بعض الخدمات طفرات في نشاط المستخدم بالفعل، بما في ذلك اللعب عبر الإنترنت وإمكانية الوصول إلى Steam، وسيستمر ذلك فقط عندما يلجأ الناس إلى أجهزة الألعاب الخاصة بهم للحفاظ على الترفيه أثناء العزلة الذاتية”.
مكالمات الفيديو:
كشف تقرير حديث عن زيادة مكالمات الفيديو الجماعية على ماسنجر بنسبة 70%، كما يقضى المستخدمون وقتًا أكثر من المعتاد فى مشاهدة اللايف على فيس بوك وإنستجرام، وسط جائحة فيروس كورونا الجديد، وفى نهاية الأسبوع الماضى، شارك 70٪ من الأشخاص فى مكالمات فيديو جماعية باستخدام فيس بوك ماسنجر أسبوعًا تلو الآخر، وتضاعف الوقت المستغرق فى مكالمات الفيديو الجماعية على مستوى العالم.
وبالمثل زادت مكالمات الصوت والفيديو على واتس آب أكثر من الضعف عامًا بعد عام فى الأماكن الأكثر تأثرًا بالفيروس، حسبما أفادتCNET.
فيما قال “مارك زوكربيرج”: “بينما يمارس الناس حول العالم التباعد الجسدى، فإن استخدام الإنترنت يرتفع إلى مستويات لم يسبق لها مثيل، ونحن نشهد زيادات كبيرة فى الأشخاص الذين يستخدمون خدماتنا للبقاء على اتصال بينما لا يمكنهم أن يكونوا معًا بشكل شخصى”.
وكشفت التحليلات أن فى العديد من البلدان الأكثر تضررا بفيروس كورونا، زاد إجمالى استخدام الرسائل بها لأكثر من 50 ٪ خلال الشهر الماضى، وبالمثل، فى الأماكن الأكثر تضررًا من الفيروس، زادت مكالمات الصوت والفيديو بأكثر من الضعف على ماسنجر و وواتس آب.
منصات التعلم عبر الإنترنت
ومع إغلاق المدارس وسط تفشي فيروس كورونا، شهدت منصات التعلم عبر الإنترنت إتجاه الطلاب والمعلمين إلى الإنترنت، وذلك لشرح الدروس والمساعدة في الواجبات المنزلية من خلال جعل العملية الدراسية خارج التعلم والمراجعة، وذلك سواء من خلال مواقع خاصة أو رسمية أو من خلال اليوتيوب أو محادثات الفيديو الجماعية والتى تخلق جميعها ضغط على الإنترنت.
ما هي الدول الأكثر استخداما للإنترنت؟
أنشأ باحثون أستراليون خريطة “ضغط الإنترنت العالمي” تكشف عن المناطق الأكثر ضغطا على الانترنت بالعالم بعد انتشار فيروس COVID-19، حيث اضطر الناس إلى البقاء في المنزل طوال البقاء خوفا من إصابتهم بالمرض.
وفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، كشفت خريطة لمناطق “ضغط الإنترنت” العالمية كيف أن عمليات الإغلاق حول العالم بسبب فيروس كورونا تضع ضغطًا على البنية التحتية للنطاق العريض، حيث يتحول الناس في جميع أنحاء العالم إلى البث عالي الدقة HD والألعاب عبر الإنترنت للترفيه، كما تظهر البيانات الجديدة أن البنية التحتية للإنترنت تتعرض لضغوط هائلة على الصعيد العالمي حيث تأتى مصر في المركز التاسع.
ويعمل البرنامج الخاص بالخريطة، الذي طورته شركة البيانات KASPR Datahaus، على تجميع ومعالجة مليارات الأنشطة على الإنترنت وقياسات الجودة يوميًا.
وتقول KASPR Datahaus، إن أي نشاط مكثف للنطاق الترددي، مثل بث الفيديو عالي الدقة والألعاب المكثفة على الإنترنت يمكن أن يساهم في الازدحام والضغط على الشبكة.
فيما تكشف الخريطة الضغط على شبكات الإنترنت بأنحاء العالم، كما أنشأ الفريق رسمًا بيانيًا يوضح ضغط الإنترنت خلال أيام العمل بالمقارنة من 12-14 فبراير بـ 18-20 مارس، وجاءت بالترتيب إيران في المركز الأول ثم ماليزيا، الاكوادور، كولومبيا، إسرائيل، السويد، الصين، ايرلندا، مصر، وفى المركز العاشر تايلاند.
كيف واجهت شركات التكنولوجيا استهلاك الإنترنت المرتفع
طلب مؤخرا الاتحاد الأوربي من عدد من شبكات التكنولوجيا خاصة شبكات بث الفيديوهات تقليل جودة الفيديوهات المعروضة، وذلك للحفاظ على سلاسة الشبكة في ظل سعيها للتصدي لفيروس كورونا المتفشي هناك وبقاء الكثير من المستخدمين داخل المنازل.
وقد كانت نسبة استخدام الإنترنت في المنازل وخاصة للمحتوى الترفيهي قد ارتفعت بسبب الحجر المنزلي المفروض على المواطنين في معظم البلدان، وامتد الحال كذلك لمنصات إدارة العمل عن بعد مثل سلاك ومايكروسفت Teams التي وصلت إلى 44 مليون مستخدم وفقا لأحدث تقارير.
يوتيوب
أعلنت شبكة يوتيوب عن تخفيض جودة عرض المحتوى على منصتها في أوروبا خلال الفترة القادمة لتقليل استهلاك البيانات والحفاظ على سلاسة الشبكة في القارة، حتى يتسنى لجميع الناس الحصول على فرصة الوصول لشبكة الإنترنت بشكل سهل مع تصاعد أزمة فيروس كورونا.
إلا أن يوتيوب عاد بعد ذلك وقرر في النهاية تطبيقها ليس فقط في أوروبا، بل فى كافة أنحاء العالم، وبحسب موقع cnet الأمريكى، فإن أقصى دقة سيعرض بها يوتيوب الفيديوهات ستكون 480 بيكسل، وذلك على عير المعتاد فى السابق، حيث كان يوتيوب يرفع الدقة الافتراضية في حال توفر اتصال انترنت سريع ليتم عرض الفيديوهات بالدقة العالية أو حتى 4K.
نتفليكس
كشفت نتفلكس بأنها ستقوم بتخفيض جودة المحتوى عالي الدقة إلى 25% خلال الشهر القادم لتقليل استهلاك البيانات بين المستخدمين، ولتخفيف الضغط على مزودي خدمة الإنترنت، حيث ازداد الطلب على مشاهدة نتفليكس لأن أجزاء كبيرة من أوروبا في عزلة منزلية بسبب تفشي فيروس كورونا.
وقالت الشركة إن تخفيض جودة الصورة سيقلّل من استهلاك بياناتها بنسبة 25 في المئة، لكنها أشارت إلى أن المشاهدين سيحظون بجودة جيدة للصورة، وجاء إعلان نتفليكس هذا بعد اتصال هاتفي مع مسؤولين أوروبيين، ومن المقرر أن يستمر ذلك لمدة 30 يوما.
“Apple TV+”
قررت شركة أبل تقليل جودة الفيديوهات المعروضة على خدمتها للبث المباشر Apple TV+ وذلك للمستخدمين في أوروبا، لكن بحسب التقارير فإنه في الوقت الحالي قد يواجه العملاء جودة منخفضة جدًا عند المشاهدة، حيث يبدو أن جودة البث تعاني بشكل واضح من انخفاض كبير.
ولعل انخفاض جودة الفيديو بظهر بشكل كبير على أجهزة التلفزيون ذات القياسات الأكبر من 40 بوصة، وبحسب التقرير فرغم أن خدمات مثل Netflix وAmazon Prime تبث بجودة منخفضة، إلا أن المحتويات التى يتم بثها من قبل أبل كانت هي الأسوأ بشكل خاص، فيما يتوقع أن التقرير أن ترفع أبل الجودة في الأيام والأسابيع القادمة، إذ يعمل مُقدمى خدمات الإنترنت على كيفيّة إدارة تدفق البيانات وشبكات توصيل المحتوى وكيفية إدارة اتجاهات المستخدمين الجديدة.
“Disney+”
رغم أن خدمة Disney + لم يتم إطلاقها حتى الآن للعملاء الجدد في جميع أنحاء أوروبا، فإن خدمة البث تقوم باتخاذ خطوات لتقليل تأثيرها على البنية التحتية لمزودي الإنترنت في ضوء انتشار فيروس كورونا، ففي بيان له، أكد رئيس ديزني كيفن ماير أنه سينضم إلى Netflix و YouTube و Amazon في الحد من “استخدام النطاق الترددي الكلي بنسبة 25 % على الأقل” في جميع أسواق الاتحاد الأوروبي، حيث سيتم إطلاق Disney + في 24 مارس.
وبحسب موقع engadget الأمريكى، فقال رئيس ديزني :” تماشيًا مع التزام ديزني منذ فترة طويلة بالعمل بمسؤولية، نحن نستجيب لطلب المفوض الأوروبي للسوق الداخلية تييري بريتون للعمل معًا لضمان الأداء السلس للبنية التحتية للنطاق العريض، تحسبًا لارتفاع طلب المستهلكين على Disney +، ونحن بشكل استباقي نضع إجراءات لخفض الاستخدام الكلي لعرض النطاق الترددي بنسبة 25٪ على الأقل في جميع الأسواق التي تطلق Disney + في 24 مارس”.
فيس بوك
خفضت شركة فيس بوك، جودة بث الفيديوهات على المنصة الرئيسية وعلى انستجرام فى أوروبا، حيث جاءت هذه الخطوة من قبل فيس بوك كاستجابة لدعوة الاتحاد الأوروبى لدرء حالة من الجمود على الانترنت حيث يعمل الآلاف من المنزل بسبب تفشى فيروس كورونا.
ثم قام فيس بوك بعد ذلك بتخفيض جودة الفيديو في أمريكا اللاتينية ، وقال متحدث باسم فيس بوك في بيان: “للمساعدة في تخفيف أي ازدحام محتمل في الشبكة، سنخفض مؤقتًا معدلات البت لمقاطع الفيديو على فيس بوك و انستجرام في أمريكا اللاتينية” ، مضيفًا أن الشركة تعمل مع شركاء لإدارة قيود النطاق الترددي وسط تزايد الطلب.
هل يتحمل الإنترنت الزيادة الضخمة فى الاستخدام
تراقب شركة مقاييس الإنترنتOokla ، المطورة لخدمةSpeedtest ، عن كثب أداء وجودة شبكات الإنترنت المحمولة العالمية وشبكات النطاق العريض، وفى حين شهدت تدهورًا فى الأداء، خاصة فى البلدان الأكثر تضرراً، مثل الصين وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا، إلا أن الشبكات تتعامل بشكل جيد بشكل عام.
ودرست خدمة كلاودفير أيضا تأثير COVID-19 على حركة الإنترنت فى سياتل وشمال إيطاليا وكوريا الجنوبية، واكتشفت أن هذه المناطق شهدت زيادات كبيرة فى حركة المرور”الترافيك” – على سبيل المثال، زيادة بنسبة 40 بالمئة فى سياتل، و 30 بالمئة زيادة فى إيطاليا، وقالت “كلاودفي”: “لا يوجد أى تغيير فى حركة الإنترنت يثير أى قلق، ولم نر ولا نتوقع، أى تأثير على أداء شبكتنا أو موثوقيتها أو أمانها عالميًا”