صاحب صوت غليظ وجسم ضخم، تفتقد ملامحه علامات الوسامة، ورغم ظهوره في مساحات ضيقة من الأعمال الفنية التي يُشارك فيها، لكنه نجح في لفت أنظار الجمهور له، وصارت بعض الجُمل التي نطقها في أفلامه، عالقة في أذهان الأجيال المُتعاقبة، ليُصبح الفنان متولي علوان واحدًا من “نجوم الإفيهات”.
تُشير الأجندة الخاصة بموقع “ويكيبيديا”، إلى أن “علوان” رحل عن عالمنا 30 ديسمبر 2008، إلا أن ابنه المُخرج المسرحي إيهاب علوان، يؤكد أن والده تُوفي قبل التاريخ المذكور بيومين، إذ لفظ أنفاسه الأخيرة بشكلٍ مفاجئ يوم 28 من الشهر ذاته، وبالتزامن مع ليلة رأس السنة الهجرية، كاشفا: “لم يمر بأي أزمة صحية على الإطلاق”.
وقال إيهاب علوان، أعمال والده الأخيرة السينمائية، كانت من خلال فيلم “أبو علي”، بينما على مستوى المسرح، كان عرض “روايح”، ومسلسل “أدهم الشرقاوي” الذي لم يستكمله وتوفي أثناء تصويره.
واستعاد “إيهاب” ذكرياته مع والده في اليوم الأخير له، إذ استيقظ الفنان قبل الفجر استعدادًا للتوجه إلى موقع التصوير في “دهشور”، حيث كان يُصور مشاهده في مسلسل “أدهم الشرقاوي”: “كنت مستيقظًا في ذلك الوقت، وصافحني بشدّة، وكان وجهه مضيئًا بشكلٍ غريب، وكاد باب الشقة أن يسقط على الأرض، بعد أنه أغلقه بيده وهو يودعني، وتعجبت جدًا من حدّته وقتها”.
وتابع: “بعد بضع ساعات، استقبلت اتصالًا من الدكتور أشرف زكي، يُخبرني بأن والدي تعرّض لأزمة صحية، وسألني (أخواتك موجودين؟) وطالبني بضرورة الاتصال بهم ومطالبتهم بالتواجد في المنزل، فشعرت بارتباك وقتها من غرابة الموقف، لا سيما أن والدي لم يشكو من أي شيء قبل خروجه من المنزل”، لافتًا إلى تلقيه اتصالًا من قِبل أفراد فريق الإنتاج ليُخبرونه بنبأ الوفاة: “شعرت بحالة صدمة وذهول، واتصلت بشقيقتي الصغرى أمل، وأخبرت باقي أفراد العائلة تباعًا، بعد وصول الجثمان، حتى تأكدت من الخبر”.
وأضاف: “فريق الإنتاج أحضر جثمان والدي، بزي الشخصية التي كان يُجسدها في المسلسل، إذ كان يرتدي الزي الرسمي للأزهر، جلابية وعمامة ودقن”، لافتًا إلى أن أشرف زكي اقترح عليه بأنه سيُنظم مراسم عزاء في القاهرة، بعد انتهاء الجنازة والعزاء في مسقط رأسه في مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية.