يجتهد أهل العلم دائما للوقوف على تفسير لأي ظاهرة يعيشها البشر أو يشعرون بها، حتى لو كانت نادرة أو غريبة، فالعلماء لا يتوقفون أبدا عن البحث والتقصي، خصوصا إذا كان الأمر متعلق بالإنسان.
وتستعرض “الوطن” في السطور التالية 3 ظواهر طبيعية تحدث للإنسان وتثير الدهشة لديه، والتفسيرات العلمية المحتملة لها.
اللسعات الكهربية
يعاني بعض الأشخاص من الشعور بكهرباء عند ملامسة أشخاص أو أغراض، ولا يعلمون سببا للشعور باللسعة الكهربائية عند ملامسة الأشخاص أو الملابس، والمعادن.
طبيب المخ والأعصاب الدكتور ياسر عبدالله قال في تصريحات سابقة إن هذا الأمر يعد طبيعيا وغير مُقلق، فهي تصيب جميع الأفراد، لكنّها في بعض الأحيان تزداد عن معدّلها الطبيعي مُسببة القشعريرة.
وأوضح عبدالله أنه قد يكون من يشعر بذلك هم أشخاص أكثر حساسية تجاه الشحنات أو اللسعات الكهربائية أكثر من غيرهم، كما يرجع سبب شعورهم باللسعة الكهربائية إلى المواد المصنوع منها باطن حذائك أو بسبب ملابسك والمواد المصنوعة منها.
وأشار طبيب المخ والأعصاب إلى أن وجود شحنة معينة على الملابس، أو احتكاك الأشياء ببعضها، ينتج عنه توليد شحنة كهربايئة، فيها سالب وموجب مما يؤدي إلى الشعور باللسعة من أقل الاحتكاكات الجسدية أو للأشياء، مضيفا “لو كتفي لامس كتف حد تاني واحتك كتير بتولد شحنة كهربايئة، فتحس باللسعة”.
وقال “عبدالله” إن الشعور باللسعة أمر طبيعي، وهناك فرق بين المريض بزيادة الكهرباء في الجسم وبين من يشعر بلسعات عادية من وقت لآخر.
الشعور بتكرار حدث معين
ظاهرة Déjà vu بالفرنسية أو “شوهد من قبل” هي لى الشعور بأنك قد عشت بالفعل وضعك الحالي، وهو أمر شائع بشكل ملحوظ، حيث يعاني شخصان من كل 3 أشخاص- رجالًا ونساء- من هذه الظاهرة في مرحلة ما من حياتهم، وعادة ما يشعر بها الشخص مرة واحدة كل عام، وتواترها يتناقص مع تقدم العمر.
على الرغم من أن déjà vu شائعة نسبيًا، أجريت بحوث محدودة حول هذا الموضوع، ما هو معروف حتى الآن هو أن هذه الظاهرة تنتشر أكثر بين الأشخاص الذين ليس لديهم الذهان أو الصرع، أما عن الأسباب، فهناك 4 تفسيرات محتملة، ذكرها موقع psychology today المتخصص في الطب النفسي.
هناك تفسير للظاهرة يقول إنها تحدث حين يكون الشخص مهتمًا بفعل شيء معين ولكن أثناء تشتت انتباهه، ثم يستعيد انتباهه فجأة، على سبيل المثال، إذا كنت على وشك فتح الباب الأمامي لمنزلك، وصرت مشتتًا للحظات بسبب ضوضاء بعيدة، فعندما تعود إلى مهمة فتح الباب، قد يبدو الإدراك الأول بعيدًا وحدث في الماضي، فالفاصل بين هذين التصورين يمكن أن يكون سريع الزوال مثل غمضة العين.
وهناك افتراض بأن بعض تفاصيل التجربة الجديدة مألوفة لكن مصدر هذه الألفة قد تم نسيانه، والفرضية الأساسية لهذا التفسير هي أن الأشخاص يواجهون أشياء لا حصر لها خلال اليوم لكنهم لا يهتمون بكل المعلومات، وفي وقت لاحق عندما تُعاد معالجة هذه المعلومات، قد تُحفز أحيانا هذه الظاهرة.
أما التفسير الثالث لـ déjà vu يقول إن عمليتين إدراكيتين متزامنتين عادة ما تصبحان غير متزامنتين للحظة، على سبيل المثال، قد تصبح الألفة والاسترجاع غير متزامنين، وبدلاً من ذلك، قد يصبح الإدراك والذاكرة غير متزامنين.
والتفسيرات الرابع لـ déjà vu هو أنها إما نوبة صرع قصيرة يُصاب بها أي شخص عادي، أو تأخير في انتقال الخلايا العصبية بين العينين والأذنين، أو الأعضاء الحسية الأخرى ومراكز المعالجة العليا في الدماغ.
شلل النوم
“شلل النوم”، أو “Sleep paralysis”، أو “الجاثوم” وهي حالة يستيقظ فيها الشخص من النوم، إلا أن يكون غير قادر على الكلام أو التحرك، وغالباً ما يصاحبها شعور بالخوف والفزع، وإحساس بوجود شيء ما يجثم على صدر الشخص الحالم يمنعه من الحركة أو التنفس.
وعلى مر القرون، تم وصف أعراض شلل النوم بعدة طرق، وغالبًا ما تُعزى إلى وجود “شرير”: شياطين ليلية غير مرئية في العصور القديمة، أو مختطفين أجانب، وكل ثقافة تقريبًا عبر التاريخ تحوي قصصًا عن مخلوقات شريرة غامضة ترعب البشر العاجزين في الليل، ولطالما سعى الناس للحصول على تفسيرات لهذا الشلل الغامض أثناء النوم والمشاعر المصاحبة له، بحسب موقع “webmd” الطبي.
يعتبر شلل النوم فعلياً حالة جسدية فيزيائية، وهي تحدث نتيجة لاستيقاظ النائم أثناء مرور الجسم بمرحلة “حركة العين السريعة”، أو “Rapid Eye Movement (REM)”، وهي المرحلة التي يتم فيها رؤية الأحلام، ويقوم الجهاز العصبي بتعطيل الاستجابات الحركية المختلفة للجسم، حتى لا تقوم أجزاء الجسم المختلفة (مثل الأيدي والارجل) بالتفاعل مع مشاهد الحلم.
وقد يعاني ما يصل إلى أربعة من كل 10 أشخاص من شلل في النوم، وغالبًا ما يتم ملاحظة هذه الحالة الشائعة في سنوات المراهقة، لكن الرجال والنساء من أي عمر يمكنهم الإصابة بها.
ومن بين أسباب الإصابة بشلل النوم:
– قلة النوم.
– جدول النوم غير المنتظم.
– الحالات العقلية مثل التوتر أو الاضطراب الثنائي القطب.
– النوم على الظهر.
– مشاكل النوم الأخرى مثل الخدار أو تشنجات الساق الليلية.
– استخدام بعض الأدوية، مثل تلك الخاصة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
– تعاطي المخدرات.