“حواوشى الشارع خطر على الصحة”.. بيطريون يحذرون من تناوله.. ويؤكدون: تجار يستخدمون لحوم القطط والكلاب وأحشاء وأجنة وهياكل الدواجن.. خلطة بالبصل والتوابل تغير الطعم.. وأكله قد يصيب بالسالمونيلا والإيكولاى والسل
قال الدكتور نبيل ياسين، رئيس قسم الرقابة على الأغذية بكلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة السابق، إن الحواوشى أكلة مصرية شعبية، لكن للأسف لا يوجد لها أى مواصفات قياسية، وفى الأغلب 80% من مكوناتها بالمحال بصل، والـ20% المتبقية لحوم، لكنها ليست دائما اللحوم التى نعرفها جميعا ونتناولها، فمن الممكن أن تكون لحوم غير صالحة، فأحيانا تعتمد محلات على بعض الأعضاء الداخلية للحيوانات، مثل: الرحم، والأجنة، وفى حال لجأوا إلى لحوم فهى مجمدة ذات نسبة دهون مرتفعة.
وأضاف ياسين، فى تصريحات خاصة لليوم السابع: من الممكن أن يكون الحواوشى مصنوع من لحوم غير صالحة للأكل، مثل: الكلاب أو القطط، وغيرها، لذا فهى أكلة خطيرة جدا، فى حال تناولها خارج المنزل، خاصة أن كل ذلك يتم تغطيتها باستخدام التوابل، والشطة، وبالتالى يُصبح متناول هذه الأطعمة مُعرض لكل أنواع التسمم الغذائى يتم نقلها عن طريق الحواوشي، وبالأخص حال طهيها على درجة حرارة أقل من 70 درجة مئوية، ويصاب بالسالمونيلا، والإيكولاي، وفى حال إصابة الحيوان بالسل قبل ذبحه، يمكن أن ينتقل أيضا للإنسان فى حال تناوله تلك اللحوم، مشيرا إلى أن بعض الميكروبات تقاوم درجات الحرارة، وأخرى تفرز سموم ومواد كيماوية مع الطهى.
وتابع: “مافيش رغيف حواوشى بيكون فيه لحوم حقيقية، وإلا فمن المفترض أن يصل سعر رغيف الحواوشى إلى أكثر من 50 جنيها”، مؤكدا أنه من الصعب تحديد نوع اللحوم المستخدمة بعد الطهى، إلا من خلال المعامل المتخصصة، مشيرا إلى أن كل ذلك تم إثباته من خلال عددا من رسائل الدكتوراه والماجستير، لافتا إلى شيوع استخدام بعض المحال للحوم الدجاج المنزوع ميكانيكيا، والذى يتم فصل الصدور، والأرجل “الورك” لصناعة الشيش طاووق، ويتم فرم باقى هيكل الدجاج والعظام، وتصبح كمكون أساسى للحواوشى فى بعض المناطق، وقد يتم تصنيع أغذية أخرى غيره منها.
من جانبه، أوضح الدكتور محمد نبيل، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين،: أن سبب التفاوت فى أسعار رغيف الحواوشي، قد ينتج عن تفاوت أسعار اللحوم المستخدمة، فبعض اللحوم المستوردة التى تصنف كدرجة ثانية أو ثالثة تأتى من دول أرخص فى الأسعار، فنجد اختلاف كبير بين اللحم الأمريكى والبرازيلى والهندى، بالإضافة إلى أن اختلاف نسب الدهون الموجودة فى اللحوم، والمكونات والخلطات الخاصة بكل محل، بجانب وجود نسب من الغش التجاري، والذى قد يتمثل فى استخدام الدهون وخلطها بألوان صناعية، وكميات صغيرة من اللحوم، لتصنيع خلطات الحواوشى، والبعض يعتمد على نتائج عمليات “تشفية” الذبائح فى محلات الجزارة، وإخفائها بالتوابل، وفول الصويا مثلا.
وتابع نبيل: الغذاء غير الآمن له 3 مخاطر أساسية، “كيميائية وتتمثل فى استخدام الإضافات كالتوابل بشكل مبالغ فيه، أو استخدام لحوم لم تنته فترة سحب المضادات الحيوية، التى تم حقن الحيوان بها قبل الذبح، ومخاطر فيزيائية التى يتم تجنبها من خلال تطبيق اشتراطات سلامة الغذاء، كاردتداء قفازات فى الأيدى، وغطاء للرأس، واشتراطات التداول الصحى له، وأخيرا مخاطر بيولوجية وهى الأكثر شيوعا “الميكروبات والبكتيريا” مثل السالمونيلا والهيستافوريس أسرع الميكروبات ظهورا، حيث تستغرق من 2 وحتى 6 ساعات لظهور أعراضها.
وأكد ضرورة أن تبدأ الرقابة من المواطنين أنفسهم، قبل الشراء، والذى بدأ بعض المستهلكين يدركون أبعاد مخاطر تناول الأغذية غير الصحية، من خلال الحملات التى تطلقها النقابة، أو بعض الجهات الأخرى، موضحا: لابد من ملاحظة مدى التزام المحل باشتراطات الصحة، والنظافة، وإن كان محل يعرض اللحوم قبل الفرم، لابد من ملاحظة مظهرها، والأختام الخاصة بها.
فى سياق متصل، قال الدكتور خالد العامري، نقيب الأطباء البيطريين، إن كثيرا من البائعين يلجأون إلى الغش التجارى الذى يكتشفه الأطباء البيطرين، وخاصة العاملين بالتفتيش، حيث يتم إرسال عينات للمعامل البيطرية، لتحديد مدى صلاحية اللحوم المستخدمة، وإن كانت لحوم بقرى أم مخلوط بأنواع أخرى مثل الفصيلة الخيلية، مشيرا إلى أن البيطريين يتمكنوا أيضا من اكتشاف استخدام الصبغات فى اللحوم، لذا نطالب الحكومة بدعم الطب البيطري، وتعيين أعداد بالمديريات بعد أن أصبحنا فى حاجه مُلحة لذلك، مع تزايد أعداد محلات الأغذية.
وأضاف العامرى: عدد الأطباء البيطريين الذين مازالوا على رأس العمل، قليل جدا، وغير كافى للتفتيش ومتابعة كل المحلات، والذى يساعد بدوره فى تسلل بعض الأغذية غير الصالحة للاستخدام الأدمى للأسواق، مما يرهق ميزانية الصحة، خاصة أن هناك الكثير من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان التى يمكن أن تنتقل من خلال تناول تلك اللحوم، منها البكتيريا والفيروسية والطفيلية، والذى قد يعتقد البعض خطأ أن الحرارة تقلل من نسب حدوث العدوى، لكن بعض الميكوربات تفرز سموم فى الحرارة، ويصيب الإنسان بالتسمم، والكثير ممن الحوادث وقعت خلال الفترة الماضية.
وأشار إلى ضرورة تفعيل دور هيئة سلامة الغذاء، على مراقبة الغذاء بمختلف أنواعه: الحيوانى والنباتى والصناعى، بالاستعانة بالبيطريين، والزراعيين والعلميين، كل فى تخصصه، مضيفا: مع إضافة التوابل والنكهات الصعب توفيرها فى البيوت يخفى خلفه أشياء كثيره من بينها: غش مكونات المنتج