مفاجأة فجرها «أبوإسحاق الحوينى» لكثير من أتباعه، بعد انتشار فيديوهات له أقر فيها بجهله للأحكام الشرعية، وأنه أخطأ وأفسد الكثير من الأمور والأفكار لدى الشباب، ولم يكن يعلم الفرق بين ما هو واجب ومستحب، وأنه لم يراع تدرج الأحكام الشرعية، وكيف جنى بتلك الأفكار الخاطئة على الكثير من الناس، قائلاً: «هناك الكثير من الأمور فى السنة نعتقد أنها واجبة، ولم نكن نفهم الأصول فيما هو واجب ومستحب، وما كناش نعرف إن فيه درجات فى الأحكام الشرعية، ولم نكن ندرى درجات الأحكام الشرعية، لذلك جنينا على الناس وأفسدنا كثيراً جداً بحماس الشباب».
وفى مقطع آخر للحوينى اعترف بأنه أخطأ فى أحكامه طلباً للشهرة فقط، واصفاً النشر لأى أفكار بالنسبة له بـ«الشهوة»، من باب حظ النفس، واعترف بندمه على بعض كتبه الأولى، وأنه يرى أنه كان من الأفضل أن ينتظر حتى «يستوى»، مطالباً الشباب ألا يتسرعوا حتى لا يندموا مثله، قائلاً: «أنا نادم على كتبى الأولى، وكلنا كنا نفرح عندما نرى أسماءنا على الكتب، وأصدرت أول كتاب لى 1986، وأرسلته للشيخ الألبانى ووجدته أثنى علىّ فيما بعد، ولكن برغم أنه أثنى على الكتاب إلا أننى تمنيت أن أصبر على نفسى، لكن كان نفسى الناس تعرفنى ويقولوا عليّا الشيخ»، مضيفاً: «لا أنكر أنى كنت متسرع، وبحب الشهرة، طول ما أنا حى هاصلح غلطى»، وأضاف الحوينى: «كنت بعامل الأئمة كأنهم أصحابى، وكنت لازم أجود وأضع البصمة بتاعتى، وهناك أمور كثيرة ما زلت أستحى منها، وأكرر فى أى مجلس أنها خطأ، حتى أكون براء من هذه الأخطاء القبيحة» على حد وصفه.
وعن تصحيحه لأخطائه قال: «أنا وضعت أفكارى وأخطائى فى كتب قرأها الناس، وأعلم أن التصحيح الخاص بى لن يصلهم، لذلك حتى الآن بعض الناس يتهموننى بأننى أكفر صاحب الكبيرة، بعد نشر هذه الغلطة عنى، وحاولت بعدها أن أصلح هذا الخطأ، إلا أن هناك ناس لم يصلها تصحيحى، لذلك أنصح الشباب بألا يقعوا فى الخطأ مثلى، حتى لا يندم الندم الذى نعانى منه، لأن هناك من يظل مقتنعاً بأفكارى الخاطئة دون أن يرى ما صححته وهو خطأ علمى، لأن المخطوطات لم تكن موجودة ومتداولة فى وقتنا لكى نستند عليها الآن».
وعلق الدكتور ثروت الخرباوى، الإخوانى المنشق، على أخطاء الحوينى، قائلاً: منذ عدة سنوات استمعت عبر اليوتيوب لعدة دروس للواعظ أبوإسحاق الحوينى، الذى ظهر فى أواخر ثمانينات القرن الماضى ثم ذاعت شهرته فى بداية هذا القرن، وكنت أريد أن أعرف هذا الواعظ وطبيعة منهجه، خاصة أن وعظه قام على التعسير والتشدد، وقد اتضح لى أن هذا الواعظ ليس له أى منهج علمى، وعقليته عشوائية ابنة لحظتها، فما يقوله فى دروسه الوعظية يكون ابن اللحظة لا يستند إلى قاعدة معرفية بل يلقى بالكلام على عواهنه باستسهال رخيص»، وأضاف الخرباوى: «رأيته رجلاً سباباً لعاناً سريع الشتم لمن يخالفه، والتكفير لمن يعارضه، وكان المؤلم هو موقفه من المرأة التى أهانها كثيراً، ومع ذلك رأيت أعداداً كبيرة من نساء جاهلات يتبعن هذا الواعظ، ورأيت طائفة من جيل جديد غريب المظهر والتفكير يقع تحت تأثيره بلا عقل ولا وعى، وهؤلاء كانوا هم نواة جيوش الإرهاب التى ظهرت أمامنا بعد ذلك تحمل السلاح وتسفك الدماء». وعن أبرز الأخطاء التى وقع فيها الحوينى، قال الخرباوى، إن «حجازى أو كما يلقب نفسه بالحوينى، كان قد أفتى أن وجه المرأة كفرجها»، مؤكداً أنه سبق ورد على هذا الضلال قائلاً: «وجه المرأة كفرجها! كشفت عن نفسيتك يا شيخ حجازى، سامحك الله يا من تُكنى نفسك بأبى إسحاق الحوينى، ترتفع بنفسك إلى عنان السماء، وتنخفض بغيرك دائماً، وتعادى بنفسية غريبة كل النساء، أما عن قولك بأن وجه المرأة كفرجها فإننى لن أرد عليه بمنطقى أو منطق العلم الصحيح، ولكننى سأرد عليه بمنطقك أنت وبما تزعم أنه علم، فأنت يا رجل سبق أن قلت فى جلساتك التى تطلق عليها «دروساً» إنه يجوز للخاطب أن ينظر إلى وجه المرأة الغريبة عنه إذا كان يريد خطبتها، مصداقاً للحديث الشريف «انظر إليها.. ». يا هلا يا هلا، فإذا كان وجه المرأة كفرجها فى علمك وأراد أحد الفقهاء أن يُعمل القياس فيما قلت، فهل معنى هذا أن ينظر إلى فرجها أيضاً! فأنت ساويت بينهما، ألم تشعر يا رجل أنك آذيت أمك -رحمها الله- وآذيت كل امرأة على وجه الأرض، أعرف أن هذا القول الذى قلته لا قيمة له، ولكن هناك من افتتن بك بسبب دعايات أتباعك فأصبح لك مريدون يتبعونك، أفلا تشعر أنك تُضل قوماً كثيرين بترهاتك هذه؟!».