fbpx
أخبار العالمأهم الأخبارتكنولوجيامنوعات

الثقوب السوداء تكشف حدود الفيزياء ، لا شىء واحد يمكن ان يهرب ولا حتى الضوء ولكن كيف تم تصويره ؟!

الثقب الأسود يمتص كل شىء ويبتلع كل شىء مكنسة فضائية تبتلع النجوم والكواكب والشموس وحتى فوتونات الضوء. على الرغم من مقدرتنا على تخيل شكل الثقوب السوداء ولكن الحقيقة -أنه فى السابق- لم يشهد عالم فلك واحد او يرى الثقوب السوداء فى الواقع ولكنهم سمعوها إن جاز التعبير. حيث سجل العلماء موجات الجاذبية ( التموجات الحرفية فى زمن الفضاء) المنبعثة من الثقوب السوداء والتى اصطدمت مع بعضها البعض قبل بلايين السنيين وبالتالى استدل على وجود الثقب الاسود فى تلك المنطقة. ولكن اى صوره قد رأيتها على الانترنت لكتلة سوداء كبيرة هى محض رسوم إفتراضية من صنع مخيلة الإنسان بناء على ما نسمعه او نرصده من خلال الموجات المتحركة والمتصادمة بإنتظام، مثل تلك الصوره المصنعة ببرامج حاسوبية:

صورة غير حقيقية تخيلية للثقب الأسود قبل اكتشاف طريقة إلتقاط صورتها

ولكن ذلك الخيال قد تحول إلى حقيقة بعد إعلان بعض الباحثيين فى مشروع يسمى بـ “Event Horizon Telescope” والذى تمكن من خلاله العلماء برصد أول صوره حقيقية للثقوب السوداء قد رأتها العين البشرية.

ولكن كيف تمكن العلماء من رصد صوره للنجم الأسود و الضوء لا يمكن المرور من خلاله ؟

جزء من المشكلة عندما يتعلق الأمر بدراسة الثقوب السوداء هى ان العلماء لا يتمكنوا من رؤيتها لأن حتى الضوء يقوم الثقب بإبتلاعه بفعل قوة سحب الجاذبية لأن الضوء لا يملك الطاقة الكافية لمقاومة جاذبية الثقب الأسود.

ولكن الحل يكمن فى عدم النظر إلى الثقب الأسود نفسة بل بالانبعاثات التى تصدر من خلاله. فإن القوى الحرارية الضخمة الناتجة عن سحب كل مايقترب من الثقب الاسود كفيلة بتكوين كتلة حراريه ضخمة من المواد والغازات التى تصدر وهيج حرارى ضخم حول النقطة السوداء.

لا يوجد تلسكوب واحد قوي بما فيه الكفاية لرؤية الثقب الأسود “M87”

من سنيين مضت ظن العلماء انهم يجب ان يقوموا بصنع تلسكوب ضخم جدا لرؤية الثقب الأسود، ولكن بدلا من ذلك قرر العلماء تصوير الثقب من خلال استخدام مجموعة تلسكوبات وليس تلسكوب واحد كبير بلغ عددهم 8 تلسكوبات فى اماكن مختلفة على الأرض،

حيث قام كل تلسكوب على حدة بتصوير عدد كبير جدا من البيانات الرقمية والتى بلغ حجمها فى اليوم الواحد 350 تيرابايت والتى تم نقلها على أقراص حاسوبية فائقة الأداء وبدلا من إرسال تلك المعلومات رقميا عبر الانترنت قام الفريق العلمى بنقل الأقراص نفسها على طائرات خاصة وطارت بها إلى موقع تواجد الكمبيوتر الفائق لتخزينها عليه.

التوقيت عامل أساسى بل هو كل شىء

مع وجود 8 تلسكوبات تعمل بتناغم من أماكن مختلفة على كوكب الأرض، كان التحدى أن تقوم التلسكوبات بالحصول على الصور والمعلومات فى نفس التوقيت تماما، ولذلك استخدم كل مرصد ساعات ذرية صنعت خصيصا والتى تعتمد على ذرات الهيدروجين لقياس التردد الزمنى بدقة بالغة. وكان ذلك جديرا بوصف المشروع بأنه “تلسكوب افتراضى بحجم الأرض”

أول صورة حقيقية للثقب الأسود

ماذا سنرى فى المستقبل ايضا؟ على الرغم من أن هذه الصوره الاولى للثقب الأسود تعتبر اكتشافا عظيما، إلا انها بداية العمل الذى يأمل فريق “EHT” إكماله، ففى الوقت الحالى يتم الرصد من خلال 8 مواقع تلسكوبية فقط ولكن فى القريب سيتم توسيع نطاق التلسكوبات بإضافة 3 تلسكوبات جديدة للإنضمام فى مطاردة الثقب الأسود.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى